القائمة الرئيسية

الصفحات

مستقبل الذكاء الاصطناعي: هل سينجح منتقدوه في تحقيق الأمان للبشرية؟

 مستقبل الذكاء الاصطناعي: هل سينجح منتقدوه في تحقيق الأمان للبشرية؟





بعد مرور حوالي ستة أشهر على إطلاق رسالة معهد مستقبل الحياة التي وقع عليها إيلون ماسك وستيف وزنياك بالإضافة إلى أكثر من ألف آخرين، والتي دعت إلى تجميد استخدام التقنيات المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي لمدة ستة أشهر، يظل النقاش مستمرًا. إن الرسالة والجدل الكبير الذي تلاها ساهما في زيادة الوعي العام حول مخاطر هذه التقنية.

هذا الإعلان ساهم في تعزيز قلق الجمهور بشكل متزايد تجاه تطور التكنولوجيا الذكية. وبدأ الناخبون في التعبير بشكل متكرر عن قلقهم، مما دفع منظمي استطلاعات الرأي إلى مراعاة هذه المخاوف. واستجاب البيت الأبيض بدوره بالضغط على مديري التكنولوجيا لتقديم التزامات بضمان سلامة استخدام التقنيات المتقدمة في هذا المجال. ومن جهة أخرى، بدأت الدول والمنظمات الدولية في سباق متسارع نحو وضع لوائح وقوانين تنظيمية للذكاء الاصطناعي، بدايةً من أوروبا وصولاً إلى الصين.

إن هذا النقاش والجدل المحيط بالذكاء الاصطناعي قد ساهما في تشجيع التوعية العامة حول التحديات والمخاطر المرتبطة بهذه التكنولوجيا المتقدمة، ومن المتوقع أن تستمر هذه المعركة من أجل سلامة الذكاء الاصطناعي لفترة طويلة مستقبلًا.





في الأشهر الأخيرة، أصبحت المناقشات حول الذكاء الاصطناعي التوليدي محور اهتمام عالمي متزايد. تركزت هذه المحادثات على التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المحتملة المتعلقة بهذا المجال. وقد كشف استطلاع آراء عامة أجرته "أكسيوس" أن الناس بدأوا يعبرون عن قلقهم بشكل صريح بخصوص الذكاء الاصطناعي.

وتعتزم الحكومة البريطانية استضافة قمة دولية في 1 و2 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتشارك فيها مجموعة من المفكرين المتخصصين في سلامة الذكاء الاصطناعي. قال نائب رئيس الوزراء البريطاني أوليفر دودن خلال مؤتمر في واشنطن إن هذا الحدث يستهدف بشكل خاص مسائل الذكاء الاصطناعي الحدودي.

مصطلح "الذكاء الاصطناعي الحدودي" يُستخدم عادة للإشارة إلى التكنولوجيا التي تمثل تحديات أكبر وأخطارًا أكثر بالنسبة للمجتمع.

وفيما يتعلق بهذه القمة، أكد أنتوني أغيري، المدير التنفيذي لمعهد "مستقبل الحياة"، أنه يشعر بالتفاؤل الشديد بأن مبادرة المملكة المتحدة قد تكون الخطوة الصحيحة نحو تنظيم تطور الذكاء الاصطناعي والتحكم فيه بشكل أفضل. وأضاف أن هذه القمة تمثل فرصة لإعادة تقييم أهداف وسلامة الذكاء الاصطناعي.

وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها الصين في مجال مراقبة وتنظيم الذكاء الاصطناعي، إلا أن أغيري يعتقد أن الصين يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في هذه القمة. ويرى أن موافقة الصين على منتجات الذكاء الاصطناعي تشير إلى أن الحكومات يمكنها تأجيل تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي إذا كان ذلك ضروريًا.

وفيما يتعلق بالسلامة، يرى أغيري أن التزامات السلامة الطوعية غير كافية، ويأمل في تشريع أميركي قوي في هذا الشأن في عام 2024.

من جهته، يعتقد ريد هوفمان، المؤسس المشارك لشركة "Inflection AI"، أن مؤلفي رسالة "الإيقاف المؤقت" قد أثروا في النقاش حول الذكاء الاصطناعي ولكنهم قد قللوا من مصداقيتهم ببعض التصريحات. يرى هوفمان أن هذه الرسالة واستخدامها لمفهوم الفضيلة قد تكون مضرة بالقضية.

في النهاية، تشير الرسالة الأصلية إلى أهمية التحكم في التقنيات الخطيرة التي تتطلب اهتمامًا خاصًا وتوجيهًا عالميًا للحفاظ على سلامة البشرية.



تعليقات

التنقل السريع