كيف تغيّرت قواعد الكتابة والظهور على الويب في عصر الذكاء الاصطناعي؟
لم يعد الإنترنت كما كان قبل سنوات قليلة. فبعد أن كانت الكلمات المفتاحية هي المفتاح الذهبي للظهور في نتائج البحث، دخل الذكاء الاصطناعي بقوة ليُعيد رسم خريطة المحتوى والكتابة الرقمية. اليوم، لم يعد السؤال: كيف أكتب مقالة تتصدر غوغل؟ بل أصبح: كيف أكتب مقالة تُجيب على ما يبحث عنه العقل البشري بصدق ووضوح؟
مع ظهور أدوات مثل ChatGPT ومحركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تغيّر سلوك المستخدمين بشكل جذري. لم يعد القارئ يبحث بين الصفحات، بل ينتظر إجابة دقيقة وسريعة وشخصية. وهنا برز مفهوم E-E-A-T الذي يعتمده Google لتقييم المحتوى: الخبرة، الموثوقية، الأمانة، والخبرة الشخصية. ببساطة، لم يعد النص وحده كافيًا؛ بل يجب أن يحمل بصمة الكاتب وفهمه الحقيقي للموضوع.
في هذا العصر الجديد، لا تكفي المقالات المنسوخة أو المحسّنة تقنيًا فقط. المحتوى الذي ينجح هو ما يُقدّم قيمة حقيقية ويجيب على نية القارئ، لا على الكلمة المفتاحية فحسب. ابدأ مقالتك بسؤال أو مشكلة، ثم قُد القارئ نحو الحل بلغة بسيطة ومباشرة. استخدم أمثلة واقعية وتجارب شخصية، فهي ترفع من ثقة محركات البحث بموقعك وتزيد مدة بقاء الزائر في الصفحة — وهما عاملان أساسيان لتحسين ترتيبك.
نحن الآن في عصر ما بعد الـSEO التقليدي، حيث يتفوّق من يكتب بعقله لا ببرمجياته. الذكاء الاصطناعي غيّر اللعبة، لكنه أيضًا فتح الباب أمام الكتّاب الحقيقيين ليُثبتوا أن العقل البشري ما زال نافذة لا تُغلق نحو الإبداع والمعرفة.
تعليقات
إرسال تعليق