القائمة الرئيسية

الصفحات

خلف الفلاتر: الحقيقة المخفية والتحديات التي يواجهها المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي

ما تحت السطح اللامع.. الجانب المظلم لحياة المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي
الحقيقة المخفية والتحديات التي يواجهها المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي

 

صناعة بمليارات الدولارات: حينما يبيع المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي حياتهم.


بشكل أساسي، يقوم المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يُعرف بـ "الإنفلونسرز" ببيع حياتهم الخاصة، حيث يروجون لك لحظات تحولهم وتحسن أوضاعهم. يشاركونك في اختيار وتنسيق أثاث منازلهم الفاخرة ويستفسرون عن آرائك في اختيار لون الدهان للجدران أو اختيار قطع أثاث، وفي الوقت نفسه تتحول أنت إلى رقم بين الملايين من المشاهدات التي تُولِّد لهم أرباحًا هائلة.



في عام 2021، تقدر قيمة سوق المؤثرين العالميين بحوالي 14.2 مليار دولار (11.2 مليار جنيه إسترليني) وفقًا لتقرير "بي بي سي". ومن المتوقع أن ترتفع قيمة السوق إلى حوالي 16.4 مليار دولار (حوالي 12.9 مليار جنيه إسترليني) في عام 2022. تُقدر قيمة العلامة التجارية لبعض المؤثرين العالميين مثل "Zoella" و"Deliciously Ella" بنحو 4.7 ملايين جنيه إسترليني (6 ملايين دولار) و2.5 مليون جنيه إسترليني (3.2 ملايين دولار) على الترتيب.


يُعزى هذا النمو الكبير في سوق المؤثرين إلى منافسة العلامات التجارية في التعاون معهم بشكل متزايد، حيث يُمكن للشراكات مع منشئي المحتوى المشهورين أن توفر للشركات فرصة للوصول إلى جماهير واسعة ومحتملة. والأهم من ذلك، يُمكنهم التأثير على قرارات المستهلكين فيما يتعلق بالشراء أكثر من أي وسيلة دعائية أخرى، نظرًا لثقة الجمهور في نصائحهم وتوصياتهم.



BY: MIDJOURNEY



وراء السطح اللامع!


المشكلة تكمن في أن الأمر، بالنسبة لك ولمعظم الأشخاص، لا ينحصر في مجرد المشاهدة. سرعان ما يتلاشى سحر الثروة السهلة التي تراها يومياً أمام عينيك. ربما تخيلاتك تأخذك إلى أحلام الثراء السريع، حيث تعتقد أن كل ما عليك فعله هو فتح كاميرا هاتفك والتحدث، وسيتدفق المال بشكل تلقائي بعدها. ولكن الواقع ليس بهذه السهولة إلا في الخيال.


عادةً ما يبدأ الأمر بحنين داخلي للتمرد على حياتك الحالية ووظيفتك. تبدأ في تخيل حياة أفضل والتخلص من مديرك الذي يسبب لك الإرهاق، والتخلي عن وظيفتك المرهقة التي لا تكفي لسد احتياجاتك. لكن عندما تبدأ في فتح الكاميرا، ستكتشف أن المحتوى الذي تقدمه لا يستطيع جلب الملايين من المشاهدين كما توقعت. وهنا تبدأ رحلة التراجع.


تبدأ في فتح بيتك وغرفتك للكاميرا أكثر فأكثر، وربما تبدأ في مشاركة تفاصيل خاصة بحياتك. وإذا لم يكن ذلك كافيًا، فسوف تلجأ إلى إشراك أفراد عائلتك أو أصدقائك في المحتوى الذي تقدمه. ومع ذلك، لا تتحسن الأمور. يجب أن يكون لديك محتوى مدهش أو مضحك يجلب المزيد من المشاهدات والاعجابات. ربما تلجأ في هذه الحالة إلى إنتاج "مقالب" مدبرة أو ابتكار أزمات ومشاكل حياتية لفت الانتباه وجذب الاهتمام.


مع مرور الوقت، تزداد الأمور سوءًا وتصبح كل همومك وتفكيرك في كيفية جذب الانتباه. لم يعد لديك شغل آخر يشغلك سوى عرض كل لحظة في حياتك للعالم للحصول على مشاهدات. والمشكلة في ذلك أنه حتى ذلك قد لا يكون كافيًا. في هذه الأثناء، ستبدأ في جني "الثمار السوداوية" للانتشار المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل التنمّر الإلكتروني وتلقي الرسائل المسيئة وانتهاك خصوصية عائلتك.


المرحلة التالية هي أن صحتك العقلية والنفسية ستبدأ في التدهور، ومن الغريب أن هذا يحدث حتى للمؤثرين الناجحين. يقول الدكتور روبرت ت. مولر، الذي كان عضوًا في هيئة التدريس في جامعة ماساتشوستس والآن يعمل في جامعة يورك في تورنتو، أن العيش في دائرة الضوء يأتي مع العديد من التحديات الشخصية. وبمجرد أن يجذب المؤثر عددًا كبيرًا من المتابعين، يبدأ في الشعور بالقيود وفقدان حرية التعبير ونشر المحتوى الذي يرغب فيه.



في كثير من الأحيان، يظهر المؤثرون أمام متابعيهم بصورة نموذجية يحتذون بها، حيث يروجون لأنماط حياة مثالية خالية من المشاكل. وهذا يضع عليهم ضغوطًا للحفاظ على هذه الصورة المثالية. قد يبدو للمشاهد أن المؤثرين يتمتعون بحرية كاملة في اختيار ما يشاركونه مع متابعيهم، ولكن في الواقع، يتم تصميم كل ما ينشرونه ليبدو مثاليًا ويدعم الصورة الإيجابية والحياة السعيدة التي تجذب الأنظار وتحافظ على اهتمام المتابعين.


هذا يجعل المؤثرين في كثير من الأحيان يبدون مثل المهرجين، ولكن مهرجين يعملون بدوام كامل. تكون وظيفتهم على مدار الساعة هي الحفاظ على الصورة المثالية. يستعرض المؤثرون منازلهم الجديدة وسياراتهم، ولكنهم قد لا يشعرون بالمتعة الحقيقية في كل هذا، فهو أشبه بعرض مسرحي مستمر. والمشكلة التالية هي أن المؤثرين يبدؤون بالتنافس مع بعضهم البعض لإبهار المشاهدين وجذب التعليقات الإيجابية، وهذا يجعلهم أسرى تأثيرات سلبية مثل "مقارنة الأقران"، والتي تشمل انخفاض الرضا عن المظهر والذات، والمزاج السلبي المستمر، وانعدام الشعور بالأمان، بالإضافة إلى القلق والتوتر المستمر.


وعلى الرغم من أنك قد تعتقد الآن أنك قادر على تحمل كل هذه الأمور إذا ما تمكنت من الحصول على منزل فاخر وسيارة فارهة وحساب بنكي متخم، إلا أن الحقيقة الأخيرة هي أن الغالبية العظمى من العاملين في هذه الصناعة لا يحققون أحلامهم بالثراء الفاحش، وربما لا يحققون الدخل الكافي من الأصل. في تقرير صادر في أبريل/نيسان 2022، أكدت لجنة البرلمان البريطاني المعنية بالشؤون الرقمية والثقافية والإعلامية والرياضية أن التفاوت في الأجور يعد مشكلة رئيسية في صناعة المؤثرين.




BY: MIDJOURNEY



البحث عن رضا المتابعين


دعونا نسلط الآن الضوء على مخاطر العمل في وظيفة تعتمد بشكل أساسي على عرض حياة الشخص أمام الجمهور. على الرغم من أن التنمر الإلكتروني أصبح مشكلة شائعة في العصر الرقمي، إلا أن المؤثرين يتعرضون لمزيد من الضغوط نتيجة اختيارهم مشاركة حياتهم بشكل علني. في استطلاع رأي أُجري على المؤثرين في عام 2018 في منصة إنستغرام لمشاركة الصور والفيديوهات، كشفت النتائج عن وضع قلق للغاية.


وجد الاستطلاع أن 68% من بين 750 مشاركًا يعتقدون أن التنمر والتحرش على المنصة يشكلان مشكلة حقيقية، وأفاد 25% منهم بأنهم تعرضوا للتنمر أو المضايقة بشكل مباشر. وأشار المؤثرون المشاركون أيضًا إلى أنهم تعرضوا للنقد بشكل مستمر في مجموعة واسعة من الأمور، بدءًا من السمات الخارجية السطحية وصولًا إلى الجوانب الشخصية العميقة مثل الصفات الجسدية والمعتقدات الدينية. ولاحظ الاستطلاع أيضًا أن المضايقات قد تمتد لتشمل أفراد عائلات المؤثرين في كثير من الحالات.


تؤدي هذه التجارب المستمرة للتنمر إلى ظهور عدة أعراض سلبية، بدءًا من القلق والشعور بالوحدة وصولًا إلى حالات الاكتئاب. في بعض الحالات الشديدة، قد يعاني الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر من اضطرابات الإجهاد الحاد أو اضطراب ما بعد الصدمة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتعرضوا لمشاكل في النوم وصعوبات في التركيز، وفي حالات نادرة قد تتطور المشكلة إلى انخفاض تقدير الذات واستخدام المخدرات أو الكحول والتفكير في الانتحار.




تعليقات

التنقل السريع